{إنَّ في ذَلِكَ لآيَةً لِمَن خافَ عَذابَ الآخِرَةِ} لا يتعظ بالآيات حقا إلا من خاف عذاب الآخرة! التذكر الدائم للآخرة وما فيها من الأهوال قضية جوهرية في حياة الصالحين، وبه يحصل الاتعاظ والانتفاع بالآيات الشرعية والكونية.
الآيات السبع المتعلقة بإبراهيم عليه السلام كلها دعاء، وهذا يدل بوضوح على أن الدعاء من أهم مقومات الإمامة والعظمة، وهو لب العبودية التي خلقنا لها. فمن لم يكن كثير الدعاء والتضرع فليس أهلا للإمامة في الدين.
أن اهتمامات العبد وأولوياته تظهر من خلال دعواته؛ فمن أراد أن يعرف نفسه ويتعرف على أولوياته في الحياة فلينظر إلى الأمور التي يدعو ربه أن يحققها له. ومن خلال مضامين دعوات إبراهيم عليه السلام تظهر القضايا الكبرى التي كان يهتم بها.
"رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام" : استقرار الأمن في الأرض، وتحقيق التوحيد لله رب العالمين = من أهم الضروريات التي لا تستقيم الحياة إلا بهما، ولا يكتمل أحدهما إلا بالآخر؛ فلا أمن بلا توحيد.
من أبرز ما تميز به إبراهيم الخليل عليه السلام: تركيزه على ذريته، وشدة اهتمامه بهم. ولعل ذلك من أسباب بقاء ذكره واستحقاقه للإمامة. وذرية إبراهيم حاضرة في كل دعواته لربه. فأين من يهملون أبناءهم من التأسي بهذا النبي؟!
{ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون}: إقامة الصلاة وشكر الله من أسباب الاستقرار ونهضة الاقتصاد. والأنبياء وأتباعهم يحرصون على إصلاح معاش الناس واستقرارهم كما يحرصون على إصلاح أديانهم