تعلمك الحياة بطريقتها ..
المؤلمة أحيانا
أن القليل فقط !!
هم من يستمرون معك
إلى أقصى النهاية ..
نادرون
من ترى فيهم
قول الله جل وعلا
(وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ
وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ )
في أحيان كثيرة
لا يكون بمقدورك
أن تفعل شيئا لمن يلجأ إليك ..
ولكنك تستطيع دائما
أن تشعره بأنك معه ..
أنك حاضر..أن تخفف عنه :
كلماته صلى الله عليه وسلم
لأبي بكر في الغار ..
(لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا )
تشير لهذا المعنى ..
فلم يكن هناك
غير الكلمات.. والتضامن..
عظيمة هذه الآية..
بما فيها من سكينة ..
بما فيها من عزاء ..
(فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا
فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ )
الطرق التي سلكناها ..
القرارات التي اتخذناها..
والحياة بأسرها..
كلها كانت
طريقا إليه جل وعلا
نفس الشئ!
تراه من منظور واحد
فوضى واضطرابا..
(أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا)
وتراه من زاوية أخرى
إتساما وإنتظاما
(أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ)
فاللهم بصرنا..
بمواطن النظام..
بين كل ذاك الإضطراب..
الرسالة التي أفهمها من قوله جل وعلا
(وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا
النَّاسَ جَمِيعًا)
أن عملا واحدا منك
قد يصنع فرقا كبيرا
في هذا العالم..
وأن أثرك لا محدود..
فكرة سورة الكهف..
أن جنة الإنسان في قلبه..
ومن وجد تلك الجنة
-وهي رحلة طويلة-
لم تضق عليه تلك الدنيا..
وتجاوز الزمان والمكان..
(فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ
رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ)
آسية حين قالت.:
﴿ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ﴾
كأنها كانت تخبرنا أن المُلك،
وكنوز الأرض ، والنعيم كله..
لا يساوي شيئا حين تفتقد
السكينةَ الداخلية..
حين لا تجد من يفهمك..
يشاركك همومك..
ويرقى لتفكيرك..