﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾:
لم يذكر الله سببا يمكن أن تجتمع اﻷمة عليه إلا حبله المتين، ولم يذكر سببا تفترق به اﻷمة إلا ترك هذا الحبل.
﴿ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ﴾:
لو أن الانحراف يأتي جملة من جهة واحدة لرفضه الناس، لكنه يتدرج ويتنوع حتى يألفوه: (ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم).
﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ﴾:
هذا يزعم أنه حُرّ، وذاك يزعم أنه حُرّ، فالأول فسّر حريته بفراره إلى دين ربه، والآخر فسّرها بفراره منه، والحرّ منهما من حقق قوله: {ففروا إلى الله}.
﴿أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ﴾:
تذكر دائمًا أنك لن تندم في اﻵخرة على أي شيء فاتك في حياتك الدنيا إلا على تقصيرك في طاعة الله.
﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾:
كثيرون الذين يشكرون الله بالقلب واللسان، ويغفلون عن شكره بالعمل وهو أعظم الشكر وأقله تطبيقا بينهم.
﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾:
مهما بلغ فجور الفاجر فلا يمنع نصحه باللّين، فمع فجور فرعون وطغيانه جعل الله القول اللّين مظنةَ التذكر: (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى).