عرض وقفة التدبر

  • ﴿فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٢٥﴾    [القصص   آية:٢٥]
﴿وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾: في غمار الحياة يحتاج الإنسان إلى صاحب عاقل يبث إليه مخاوفه فيرجع من بعد مجالسته قوياً مطمئناً. خرج موسى (ﷺ) من المدينة خائفاً يترقب فلما جلس مع الرجل الصالح (وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين). ما أعظم الرجال الذين يبددون المخاوف ويحيلونها إلى أمان بكلمة أو موقف! وليس هذا الشأن مختصاً بالرجال فهذه أمنا خديجة يرجع إليها النبي (ﷺ) خائفاً بعد أول لقاءٍ بجبريل يقول: لقد خشيت على نفسي؟! فيأتي التثبيت منها بهذه الكلمات الخالدة: "كلا، أبشر، فـوالله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق". إلى أصحاب تلك القلوب الطاهرة النقية التي يرجع منها الخائف آمناً والمتشائم متفائلاً والجازع صابراً محتسباً أبشروا فـوالله إنكم على خير عظيم . ولتعلموا شرف ما أنتم فيه تأملوا حديث رسول الله (ﷺ): "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم".