عرض وقفة التدبر
- ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿١٥٥﴾ ﴾ [البقرة آية:١٥٥]
قال تعالى : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة/ 155 – 157
انتبه لقوله تعالى : ( بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ )
أي : بقليل من ذلك ؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله ، أو الجوع كله ، لهلكوا ، والمحن تمحص لا تهلك .
قال ابن القيم :
" إن الله تعالى لم يبتل عبده ليهلكه ،
وإنما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته ،
فإن لله تعالى على العبد عبودية في الضراء ، كما له عليه عبودية في السراء ،
وله عليه عبودية فيما يكره كما له عليه عبودية فيما يحب ،
وأكثر الخلق يعطون العبودية فيما يحبون ، والشأن في إعطاء العبودية في المكاره ، ففيه تفاوتت مراتب العباد ، وبحسبه كانت منازلهم عند الله تعالى"