عرض وقفة التدبر

  • ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾    [الإسراء   آية:٣٦]
قال الله تعالى : ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) ومعنى الآية : ولا تتبع - يا ابن آدم - ما لا علم لك به، فتتبع الظنون والحدس، إن الإنسان مسؤول عما استخدم فيه : 1⃣سمعه 2⃣وبصره 3⃣وفؤاده من خير أو شر، فيثاب على الخير، ويعاقب على الشر. يقول أحد الذين فتح الله عليهم بمحبة القرآن: " هذه الآية عشت معها ، وأصبحت منهجاً في حياتي : " إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ". فإذا حدثتني نفسي خصوصاً إذا كنت خالياً وعلى النت أن أرى ما لا يرضيه سبحانه ؛ جاءت هذه الآية أمامي لتردعني . قال أبو الفرج ابن الجوزي : "الجوارح كالسواقي توصل إلى القلب الصافي والكدِر، فمن كفها عن الشر، جلت معدة القلب بما فيها من الأخلاط، فأذابتها وكفى بذلك حمية، فإذا جاء الدواء، صادف محلا قابلا، ومن أطلقها في الذنوب، أوصلت إلى القلب وسخ الخطايا وظلم المعاصي" وقال ابن القيم : "لما كانت هذه الأعضاء الثلاثة هي أشرف الأعضاء وملوكها والمتصرفة فيها والحاكمة عليها؛ خصها بالذكر في السؤال عنها، فسعادة الإنسان بصحة هذه الأعضاء الثلاثة، وشقاوته بفسادها". قال بعض العلماء : جُنَّة العالِم: (لا أدري)، ويَهتك حجابَه الاستنكافُ منها، وإذا كان نصف العلم: (لا أدري)، فنصف الجهل: (يُقال) و(أظنُّ)! وفي الآية : دعوة الى صون الجوارح والتحري والتثبت في الأمور قبل التحدث بها والخوض فيها..فذلك أسلم للذمة. لذا احذر يا عبدَالله أن تغرق في موج الشائعات بل تطوّق بطوق النجاة في حديثك. فمن الجميل أن ترتقي بما تنشر خاصة فيما تكتبه في وسائل التواصل فأنت ترسل وغيرك يتداول ..ومانشر عنك ستجده في صحيفتك فلا تنشر إلا مايسرك أن تراه في آخرتك. وقل دائماً : اللهم احفظ سمعي وبصري وقلبي ولساني من الزلل.