عرض وقفة التدبر

  • ﴿لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٠٣﴾    [الأنعام   آية:١٠٣]
قال تعالى : ﴿لَّا تُدۡرِكُهُ ٱلۡأَبۡصَـٰرُ وَهُوَ یُدۡرِكُ ٱلۡأَبۡصَـٰرَۖ وَهُوَ ٱللَّطِیفُ ٱلۡخَبِیرُ﴾ [الأنعام ١٠٣] قال ابن القيم: "واسمه اللطيف يتضمن: علمه بالأشياء الدقيقة، وإيصاله الرحمة بالطرق الخفية". وقال: " ختم الآية باسمين وهما (اللطيف) الذي لطف صنعه وحكمته ودق حتى عجزت عنه الأفهام. و (الخبير) الذي انتهى علمه إلى الإحاطة ببواطن الأشياء وخفاياها، كما أحاط بظواهرها. فكيف يخفى على اللطيف الخبير ما تحويه الضمائر وتخفيه الصدور؟! ". ومن اللطائف : أنه لم يقترن في كتاب الله اسم الله اللطيف إلا باسمه الخبير، والسبب في هذا أن الله تعالى يطلِّع على بواطن الأمور ويلطف بعباده، فلا يُقدِر لهم إلا ما فيه الخير ، وقد يخفى على العبد هذا الخير، فيُقابل قضاء الله بالاعتراض.فلا يلطف بك إلا من عرفك وكان خبيرا بمواطن ضعفك وقوتك وبكل أحوالك. قال العلامة عبدالرحمن السعدي في اسم "اللطيف" : "الذي لطف علمه وخبرته، ودق حتى أدرك السرائر والخفايا، والخبايا والبواطن. ومن لطفه، أنه يسوق عبده إلى مصالح دينه، ويوصلها إليه بالطرق التي لا يشعر بها العبد، ولا يسعى فيها، ويوصله إلى السعادة الأبدية، والفلاح السرمدي، من حيث لا يحتسب، حتى أنه يقدر عليه الأمور، التي يكرهها العبد، ويتألم منها، ويدعو الله أن يزيلها، لعلمه أن دينه أصلح، وأن كماله متوقف عليها، فسبحان اللطيف لما يشاء، الرحيم بالمؤمنين ومن معاني اللطيف، أنه الذي يلطف بعبده ووليه، فيسوق إليه البر والإحسان من حيث لا يشعر، ويعصمه من الشر، من حيث لا يحتسب، ويرقيه إلى أعلى المراتب، بأسباب لا تكون من العبد على بال، حتى إنه يذيقه المكاره، ليتوصل بها إلى المحاب الجليلة، والمقامات النبيلة ". ‏فمن حدثكم عن زمن مخيف = ‏فحدثوه عن ربٍّ بعباده لطيف. ‏ومن حذركم من مستقبل قادم = ‏فأخبروه بأن ربّكم رؤوف راحم. ‏ ومن خوفكم على أرزاقكم = ‏فأعلموه بأنها ليست في أيديكم إنما في يد الله.