عرض وقفة احكام وآداب

  • وقفات سورة النساء

    وقفات السورة: ٥٦٩٤ وقفات اسم السورة: ٦٧ وقفات الآيات: ٥٦٢٧
888 س/ ما مناسبة سورة النساء لما قبلها وماذا تسمى؟ ج/ من وجوه التناسب بين السورتين الكريمتين، أن سورة آل عمران خَتَمت الأمر بالتقوى، في قوله تعالى: (واتقوا الله لعلكم تفلحون) وافتتحت سورة النساء بالأمر بها، قال تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم). ومنها: أن آل عمران ذُكرت فيها قصة أحد مستوفاة، وذُكر في النساء خاتمتها، وما نتج عنها، وهو قوله سبحانه: (فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا) فإنها نزلت لما اختلف الصحابة رضي الله عنهم فيمن رجع من المنافقين من غزوة أحد؛ كما روى ذلك مسلم في صحيحه. ومنها: أنه ذكر في آل عمران قصة خلق عيسى عليه السلام، بلا أب، وأقيمت له الحجة بخلق آدم من غير آب ولا أمٌّ، وفي ذلك تبرئة لأمه مريم عليها السلام، خلافًا لما زعمته اليهود؛ وتقريرًا لعبوديته، خلافًا لما أدعته النصارى؛ ذكر سبحانه في النساء الرد على الفريقين معًا، فردَّ على اليهود بقوله: (وقولهم على مريم بهتانا عظيما) وعلى النصارى بقوله: (لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق...) إلى قوله: (لن يستنكف المسيح أن يكون عبدًا لله). ومنها: أنه سبحانه لما خاطب في آل عمران عيسى عليه السلام بقوله: (إني متوفيك ورافعك إليَّ ومطهِّرك من الذين كفروا) ردَّ في النساء على من زعم قتله، فقال سبحانه: (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبِّه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه...). ومنها: أنه سبحانه لما قال في آل عمران في المتشابه : (والراسخوان في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا) قال في سورة النساء مفصِّلاً في صفة الراسخين في العلم: (لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك...). ومنها: أنه تعالى قال في آل عمران: (زين للناس حب الشهوات...) وقد فصَّل هذه الأشياء في النساء على نسق ما وقعت في آية آل عمران؛ ليعلم ما أحل من ذلك فيُقْتَصرُ عليه، وما حُرِّم فلا يتعدى إليه؛ ففصَّل في هذه السورة أحكام النساء، ومَن يُباح نكاحهن، ومَن يحرم منهن، ولم يحتج إلى تفصيل البنين... وأشير إليهم في قوله تعالى: (وليخش الذين لو تركوا...) ثم فصَّل في سورة المائدة أحكام السرَّاق، وقُطَّاع الطريق؛ لتعلقهم بالذهب والفضة الواقع ذكره في آية آل عمران بعد النساء والبنين، ووقع في النساء إشارة إلى ذلك في قسمة المواريث. كما فصَّل في سورة الأنعام أمر الأنعام والحرث، وهو بقية المذكور في آية آل عمران. وهناك وجوه أخرى لمن تمعن.