عرض وقفة احكام وآداب

  • ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴿٣٣﴾    [الأحزاب   آية:٣٣]
اخْتِلَاطْ المَرْأَة بالرِّجَالْ خُرُوجُ النِّساء من البُيُوت خِلَافُ الأصل، الأصل {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [(33)/الأحزاب] أُجِيزَ الخُرُوج مع أنَّهُ خِلَاف الأصل؛ للمصلحة الرَّاجِحَة الخالية عن المفاسد، ودَرْءُ المَفَاسد في الشَّرع مُقدَّمٌ على جَلْبِ المَصَالِح، وتَعَلُّم القَدْر الزَّائِد مِمَّا يَجِبُ تَعَلُّمُهُ مِمَّا يُقيمُ العبادات على الوَجْه المَطْلُوب؛ مُستحب عند أهل العلم، ليسَ بواجب، والاخْتِلَاطُ حَرَام، اخْتِلَاطُ الرِّجالِ بالنِّساء الأجانب مُحرَّم، وعَرَفْنَا أنَّ درء المَفَاسد مُقدَّمٌ على جَلْبِ المَصَالِح، ولو تَبْقَى المَرْأَة فِي بَيْتِهَا عَامِيَّة لا تَقْرَأْ ولا تَكْتُب، وجُلّ نساء المُسلمين في جميع العُصُور على هذه الحال! وقد تَخَرَّجَ من هذه البُيُوت التِّي رعاها نِسَاءٌ أُمِّيَّاتْ لم يَرَيْنَ الرِّجال، ولا رَأَوْهُنَّ؛ تَخَرَّج العُلَمَاء والقادة والدُّعاة، وجميع أَصْنَاف الرِّجال ممن يستحقّ أنْ يُطْلَقْ عليهِ اسم الرَّجل، وهُنَّ أُمِّيات؛ لكن هذه المرأة إذا خرجت ولو كان قصدُها حسن؛ لِتَعَلُّم العلم، والغالب أنَّهُ لا يَجْتَمِعْ الِإخْلَاص فِي تحصيل العلم مع وُجُود مثل هذا الاختلاط! و الِإخْلَاصُ عزيز، وعِلْمٌ بِدُونِ إِخْلَاص وَبَالٌ على صَاحِبِهِ، والنِّيَّة الصَّالِحة الخالِصَة تَحْصِيلُها من أصْعَب الأُمُور، فإذا كانت مُجرَّد النَّظْرَة ومُسَارَقَةِ النَّظَرْ؛ يُعاقبُ الإنسانُ عليها بِنِسْيَانِ بعض ما حَفِظ فكيف بالاختلاط التَّام بين الجنسين؟! على كُلِّ حال تَعِيش المرأة أُمِّيَّة لا تَقْرَأ ولا تكتب أفضل من التَّدريس المُختلط! كما قال الحافظ الذهبي -رحمهُ الله تعالى- يقول: "واللهِ إِنَّ العَيْشْ خَلْفَ أَذْنَابِ البَقَرْ أَفْضَلُ مِنْ عِلْمٍ كَعِلْمِ ابن عربي وأَمْثَالِهِ!" لِأَنَّهُ مُشتمل على مَحْظُور؛ بَلْ وأيُّ مَحْظُور! مَحْظُورٌ عَظِيمْ... وأيُّ ضَرَرٍ على المرأة أَعْظَم منْ اخْتِلَاطِها بالرِّجال؟! نسأل الله السَّلامة والعافية.