عرض وقفة التساؤلات

  • ﴿وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿١٤٩﴾    [الأعراف   آية:١٤٩]
س/ ﴿وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ وجدت أن هذا هو الموضع الوحيد في القرآن الذي تقدم فيه طلب الرحمة على المغفرة فهل فيه قول؟ ج/ في كل سور القرآن الكريم إلا هذا الموضع التضرع بالتوسل بالفاقة الى الرحمة أولا ثم المغفرة وفي كل المتشابه اللفظي علة التنويع ومع ذلك فقد يظهر في التوجية لبعضها من سياقه أو غيره وجه وحكمة. ‏ولعل الحكمة هنا عظيم ذنب بني إسرائيل الذي افتقروا معه الى الرحمة التي هي من أوسع أسماء الله تعالى وصفاته ومنها رحمته بالهداية الى التوبة. ‏وكذلك جاء في موضع أول سورة سبأ إذ ‏في كل سور القرآن الكريم إلا موضع أول سبأ ورد تقديم الغفور الرحيم؛ - إذا اقترنا - وكل هذه الآيات التي قدم فيها الغفور على الرحيم تأتي في سياق ذكر الذنوب كما قال الله في سورة البقرة: {فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}. ‏وفي تقديم العفو والمغفرة على طلب الرحمة: أن التخلية سابقة على التحلية، ‏ولكن في سورة سبأ وحدها قدم تعالى اسمه الرحيم فقال :{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ • يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ}، والظاهر أنه تعالى قدم اسمه الرحيم لأن الآية ليست في سياق الذنوب ولكنها عامة في الخلق وعامتهم محتاجون إلى رحمته لأن منهم من هو غير مكلف، وأما المغفرة فتخص المكلفين فقدمت الرحمة لكونها أعمّ.