عرض وقفة التساؤلات

  • ﴿قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ ﴿٩٥﴾    [يوسف   آية:٩٥]
س/ قول إخوة يوسف ﴿إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ﴾ أليس اعتقاد ضلال الأنبياء كفر؟ ‏فلماذا قال قتادة في تفسيره: ”الأنبياء لا يجوز أن يُسفهوا أو يُضللوا، بل هذا قول أعدائهم الكفرة فيهم، ولولا جهل أبناء يعقوب، لكفروا كفرا ينقل عن الملة، ففي القصة دليل على العذر بالجهل في مسائل الاعتقاد“ هل قول قتادة صحيح؟ ج/ ‏(بغض النظر عن هذه المسألة فهي ليست من مسائل الاستشارات القرآنية) ‏فإنه لا يتم ولا يصح هذا الاستدلال من وجوه كثيرة منها: ‏- أن تفسيره الضلال ليس كما ذكرتم فقد روى الطبري وغيره بإسناد صحيح عن قتادة: (قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ) "أي: من حب يوسف لا تنساه ولا تسلاه. قالوا لوالدهم كلمةً غليظة، لم يكن ينبغي لهم أن يقولوها لوالدهم، ولا لنبيّ الله صلى الله عليه وسلم". ‏هذا لفظه وهو لم يفسر الضلال بمعناه المشهور ولكن بالحب، وهو من أسمائه، وهكذا فهم المفسرون من قول قتادة. • ‏قال ابن أبي الأصبع في كتابه الإعجاز: "ومنها قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم فالضلال يحتمل الحب وضد الهدى، فاستعمل أولاد يعقوب ضد الهدى تورية عن الحب". • ‏وقال مقاتل: "يعني بالضلال ههنا الشقاء، يعني شقاء الدنيا، والمعنى: إنك لفي شقائك القديم بما تكابد من الأحزان عَلى يوسف". • ‏وقالَ الحَسَنُ: "إنَّما خاطَبُوهُ بِذَلِكَ لِاعْتِقادِهِمْ أنَّ يُوسُفَ قَدْ ماتَ..". ‏ومنها الاختلاف في قائل ذلك فقد قيل إنهم غير ولده، وإن كان خلاف الظاهر من السياق. ‏ومنها أن الذي يدلُّ عليه القراَنُ واللغةُ والاعتبار: أن إخوةَ يوسف ليسوا بأنبياء، وليس في القرآن ولا عن النبي ﴿ﷺ﴾ بل ولا عن أصحابه خبرٌ بأن الله تعالى نبَّأهم. ‏وإنما احتجّ من قال إنّهم نبِّئُوا بقوله في آيتي البقرة والنساء (وَاَلأَسْبَاطِ)، وفسّر الأسباط بأنهم أولاد يعقوب. ‏والصواب أن الأسباط كالقبائل في العرب، وليس المراد بهم أولادُه لصلبه، بل ذُرِّيّتُه، كما يقال فيهم أيضا "بنو إسرائيل"، وكان في ذريته الأنبياء، فالأسباط من بني إسرائيل كالقبائل من بني إسماعيل.