عرض وقفة التساؤلات
- ﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ﴿١٣﴾ ﴾ [الرعد آية:١٣]
س/ ﴿وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ﴾ هل (شديد المحال) من أسماء الله الحسنى؟
ج/ قال تَعالَى: (وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ)؛ قال ابنُ عبَّاسٍ: شديدُ الحَولِ، ومنه قَولُه: لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ، وقال مجاهِدٌ، والسُّدِّيُّ: المِحَالُ القُوَّةُ. أي: شديدُ القُوَّةِ. وقال الزَّجَّاجُ: يقالُ: ماحَلْتُه مِحالًا: إذا قاوَيْتَه حتى يتبيَّنَ أيُّكما أشَدُّ، والمَحْلُ في اللُّغةِ: الشِّدَّةُ.
وعن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنه: شديدُ الأخذِ. وقيل: شديدُ الإهلاكِ. وقيل: شديدُ المِحالِ: شديدُ الانتِقامِ. قال ابنُ الأعرابيِّ: المِحَالُ: المَكْرُ، وفي (الصَّحاح): (المُمَاحلةُ: المُماكرةُ والمُكايدةُ). وقال الخَطَّابيُّ: (الْمِحَالِ: الكَيْدُ، ومنه قولُ اللهِ تعالى: وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ).
ونقَل الأزهريُّ قولَ القُتيبيِّ في قولِ اللهِ جَلَّ وعَزَّ: وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ، أي: شديدُ الكيدِ والمكْرِ، وقولَ سفيانَ الثوريِّ: شَدِيدُ الْمِحَالِ؛ قال: شديدُ الانتقامِ، وقولَ أبي عُبَيدٍ: الْمِحَالِ: الكيدُ والمَكْرُ، وقولَ الفرَّاءِ: الْمِحَالِ: المُمَاحلةُ، وغيرَها مِن الأقوالِ .
وقدِ استشهدَ ابنُ تيميَّةَ بهذه الآيةِ على إثباتِ هذه الصِّفةِ مع الآياتِ التي فيها صفةُ المَكْرِ والكيدِ، وقال ابنُ كثيرٍ في تفسيرِ هذه الآيةِ: "هذه الآيةُ شبيهةٌ بقولِه تَعالَى: (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [النمل: 50] .
فهذه صِفاتٌ فِعليَّةٌ تُثبَتُ للهِ كما يَليقُ بجلالِه وعَظمتِه. ومعناها: الأخْذِ بشِدَّةٍ وقوَّةٍ، والمِحَالُ والمُمَاحلةُ: المماكرةُ والمغالَبةُ.