عرض وقفة التساؤلات

  • ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴿٢٥٥﴾    [البقرة   آية:٢٥٥]
  • ﴿لَّكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴿١٦٦﴾    [النساء   آية:١٦٦]
س/ في قوله تعالى: ﴿أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ﴾، وقوله تعالى: (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ) هل يفهم من الآيتين أن أسرار القرآن لا يمكن للخلق أن يحيطوا بها مهما كان علمهم؟ ج/ علم الله تعالى واسع؛ كما قال تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) • ‏(وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيءٍ عِلمًا) • (وَسِعَ رَبّي كُلَّ شَيءٍ عِلمًا أَفَلا تَتَذَكَّرونَ) • ‏(وَأَنَّ اللَّـهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) • (إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)؛ ‏والآيات التي سألتم عنها في القرآن الكريم لا في علمه وعلمه تعالى أعم. ‏في مصطلح " أسرار القرآن الكريم" كثير من النظر، وفيه وجوه من الصحة، وعامته مما هو اجتهاد مبني على الظن. ‏فالأصل في غالب القرآن أنه بين بنفسه كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ﴾ • ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا﴾. ‏واشتمال القرآن على بعض ما يخفى معناه لا ينفي عنه صفة البيان. ‏فالقرآن كالشمس التي تشرق على كل أحد، وكل يستفيد منها بمقدار طاقته وجديته. ‏ولفهم القرآن الكريم درجات، كل يفهمه بمقدار ما آتاه الله من إيمان، وفطنة، وتأمل، وطهارة نفس، ويقظة قلب. ‏ولأن الله تعالى يسره لفظه ومعناه كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾. ‏وذكر العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: "‏أن الحق الذي لا شك فيه: ‏أن كل من له قدرة من المسلمين على التعلم والتفهم، وإدراك معانى الكتاب والسنة، يجب عليه تعلمهما، والعمل بما علم منهما..". ‏قال ابن هُبَيرة الحنبلي: "من مكايد الشيطان: تنفيره عبادَ الله من تدبر القرآن؛ لعِلْمه أن الهدى واقعٌ عند التدبر، فيقول: هذه مُخاطَرة، حتى يقول الإنسان: أنا لا أتكلم في القرآن تورعًا".