عرض وقفة التساؤلات

  • ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٤٨﴾    [الأنبياء   آية:٤٨]
س/ ما هي الحكمة من تكرار قصة موسى عليه السلام، وأحياناً تكون مطولة، وأحياناً تكون مختصرة، مع اختلاف بعض الألفاظ؟ ج/ من السبب في ذلك ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، كما في مجموع الفتاوى 12/9، قال: "وثنى قصة موسى عليه السلام مع فرعون لأنهما في طرفي نقيض في الحق والباطل، فإن فرعون في غاية الكفر والباطل حيث كفر بالربوبية وبالرسالة، وموسى عليه السلام في غاية الحق والإيمان من جهة أن الله كلمه تكليما لم يجعل الله بينه وبينه واسطة من خلقه، فهو مثبت لكمال الرسالة وكمال التكلم، ومثبت لرب العالمين بما استحقه من النعوت. وهذا بخلاف أكثر الأنبياء مع الكفار، فإن الكفار أكثرهم لا يجحدون وجود الله، ولم يكن أيضا للرسل من التكليم ما لموسى. فصارت قصة موسى عليه السلام وفرعون أعظم القصص وأعظمها اعتبارا لأهل الإيمان ولأهل الكفر". ‏ولعل من أسباب تكرار قصة موسى مع فرعون أكثر من غيرها، وجود التناسب الكبير بين شريعة موسى وشريعة نبينا محمد ﴿ﷺ﴾ وبين كتابيهما ولهذا يكثر في القرآن ذكر موسى وكتابه وبعده ذكر القرآن العظيم. ‏كما قال الله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ • الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ • وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ) [الأنبياء:48-49-50]. ‏وكما في الإسراء. ‏وقال ابن القيم في جلاء الأفهام: "ولهذا يذكر الله سبحانه وتعالى قصة موسى عليه السلام ويعيدها ويبديها ويسلي رسول الله ﴿ﷺ﴾ ويقول رسول الله ﴿ﷺ﴾ عندما يناله من أذى الناس: لقد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر. ‏فتأمل هذا التناسب بين الرسولين والكتابين "الشريفين".