عرض وقفة التساؤلات
- ﴿وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾ ﴾ [الإسراء آية:٥٩]
س/ قال السعدي في تفسير سورة الإسراء: وأنه ما منعه أن يرسلها إلا خوفا من تكذيبهم لها، فإذا كذبوا بها عاجلهم العقاب وحل بهم من غير تأخير كما فعل بالأولين الذين كذبوا بها؛ سؤالي: ماذا يريد الشيخ بقوله "إلا خوفا من تكذيبهم"، كيف يخاف الله؟
ج/ (الخوف) من حيث الأصل اللغوي يدل على الذعر والفزع، ولا يتوهم أحد أن أحدًا لا مسلما ولا غير مسلم ينسبه إلى الله تعالى. ولكن الخوف له معاني كثيرة في الاستعمال ومنها ما ورد في القرآن الكريم فقد ورد فيه على سبعة معان، منها: معنى العلم والدراية، وهذا كثير، ومنه قوله عز وجل: {فَمَنْ خافَ مِن مُوصٍ جَنَفا أوْ إثْما} (البقرة: 182)، قال البغوي: أي: علم من موص. ومثله قوله تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} (النساء: 128)، قال الطبري: علمت من زوجها استعلاء بنفسه عنها إلى غيرها. فينبغي أن يحمل كلام الامام السعدي وغيره من المسلمين على المحامل التي دل لها سائر كلامهم في تعظيم الله تعالى.