عرض وقفة التساؤلات

  • ﴿لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴿١٧٧﴾    [البقرة   آية:١٧٧]
س/ في قوله تعالى: (وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ) هل المقصود إيتاء مال معين يحبه الشخص، أم هو وصف للإنسان الذي من طبيعته أنه يحب المال؟ ج/ الضمير في قوله تعالى: (على حُبِّهِ) الراجح أنه يعود إلى المال، أي: أعطى المال تطوعا حالة كونه محباً له راغباً فيه فهو صادق على الوجهين اللذين سألتم عنهما وهما ثابتان بأدلة أخرى وهما غريزة حب المال وفضيلة إخراج المحبوب منه لأن الإِعطاء في هذه الحالة دليل على البر والإِيمان، قال تعالى: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) ‏ولأن المحبوب غالبا هو الطيب الجيد، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ..). ‏عن أنس: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله ﴿ﷺ﴾ يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب..فلما نزلت هذه الآية: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} قام أبو طلحة إلى رسول الله ﴿ﷺ﴾ فقال: يا رسول الله، إن الله تعالى أنزل عليك: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وإن أحب مالي إلي بيرحاء، ‏وإنها صدقة لله تعالى، ‏أرجو برها، وذخرها عند الله تعالى، ‏فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، ‏فقال رسول الله ﴿ﷺ﴾: ‏«بخ! ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين»… ‏فقسمها أبو طلحة في أقاربه، وبني عمه. ‏متفق عليه. ‏وقال تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيمًا وأسيرا) ‏وقيل الضمير يعود إلى الله عز وجل أي: يعطون المال على حب الله وطلباً لمرضاته. ‏وقيل يعود إلى الإيتاء الذي دل عليه قوله تعالى (وَآتَى المال) فكأنه قال : يعطي ويحب الإعطاء رغبة في ثواب الله .. ‏وكلاهما صحيح في ذاته ولكن الراجح الأول.