عرض وقفة التساؤلات

  • ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾    [البقرة   آية:٣٠]
س/ قال الله عز وجل عن الملائكة ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾ هل يجوز أن نستدل بهذه الآية على أفضلية الملائكة على البشر؟ ج/ مذهب جمهور أهل السنة تفضيل الأنبياء وصالحي البشر على الملائكة. ‏لقوله تعالى: (وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)، وقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)، وقوله: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ‏وخالفهم ابن حزم وقليل من العلماء .. ولا دلالة في الآية التي ذكرتم، لأن عبادة التوبة المحبوبة إلى الله تكون بسبب التقصير في الطاعات والمعاصي. ‏والواجب علينا الإيمان بالملائكة والنبيين، لا أن نعتقد أيهما أفضل؛ ‏ولو كان من الواجبات لبين لنا نصا. ‏قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) فالسكوت والتوقف أولى. وقد صح عن جابر أن النبي ﴿ﷺ﴾ قال: "اللهم إني أسألك علماً نافعاً". ‏وأخرجه ابن ماجه بلفظ: "سلوا الله علمًا نافعًا، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع". ‏وحسنه الألباني. ‏وصح عن أبي هريرة أنه ﴿ﷺ﴾ كان يدعو: ‏اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علما". ‏ومن صور العلم الذي لا ينفع تكلف الإنسان تعلم ما لا يعنيه في دينه ولا في دنياه؛ ‏وفي هذا النوع حقيقتان: ‏١- أنه بقدر الانشغال به ينصرف الإنسان عما يعنيه ويهمه فيجهله. ‏٢- أن الشريعة لا تبينه والبيان يكون بقدر الحاجة ولا حاجة. ‏ومن تتبع نصوص الوحيين بان له أن البيان بقدر الحاجة، واعتبر ذلك بالتوحيد الذي لم يوجد بيان فيهما كبيانه؛ ثم انظر إلى ما لا يحتاج المسلمون إليه كمسألتكم هذه لا تجدها منصوصة. ‏وروي أنه ﴿ﷺ﴾ سئل: "ما بال الهلال يبدو رَقيقًا كالخيط، ثمَّ لا يزال ينمو حتى يصير بدرًا، ثم ينقص إلى أن يصير كما كان؟ فأنزل الله تعالى ما هو أولى بالجواب مما يحتاجونه ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ...﴾ الآية؛ فأعرض عن إجابة السؤال، وأجاب بما يفيد السائل في دينه؛ لأنه سؤال ليس وراءه فائدة. ‏وذهب بعضهم إلى أن في الآية إشارة إلى أن المشتغل بهذه المسائل كالذي يأتي البيوت من ظهورها.