عرض وقفة التساؤلات

  • ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴿١﴾    [النصر   آية:١]
  • ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴿٣﴾    [النصر   آية:٣]
س/ عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما كان عمر رضي الله عنه يُدْخِلُنِي مع أَشْيَاخِ بَدْرٍ فَكَأَنَّ بَعْضَهُم وَجَدَ فِي نفسه، فقال: لم يُدْخِلُ هذا معنا ولنا أبناء مثله؟! فقال عمر: إنه من حَيْثُ عَلِمْتُمْ! فدعاني ذاتَ يومٍ فَأَدَخَلَنِي مَعَهُمْ فَما رأيتُ أَنه دعاني يَوْمَئِذٍ إِلا لِيُرِيَهُم، :قال ما تقولون في قول الله: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾، فقال بعضهم: أَمَرَنَا نَحْمَدُ اللَّهَ ونَسْتَغْفِرُهُ إذا نصرنا وفَتَحَ علينا، وسكت بعضُهُم فَلَمْ يَقُلْ شيئًا، فقال لي: أكذلك تقولُ يا ابنَ عباس؟ فقلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أَجَلُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْلَمَهُ له، قال: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) وذلك علامةُ أجلك، (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) فقال عمر رضي الله عنه: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَقُولُ.[صحيح] - [رواه البخاري] .. أين الدلالة التي تدل على قرب أجل الرسول صلى الله عليه وسلم في سورة النصر خاصةً أن بعض الصحابة لم يفسرها كما فسرها عمر وابن عباس؟ ج/ قال ابن القيم رحمه الله: "وهذا من أدق الفهم وألطفه، ولا يدركه كل أحد، فإنه سبحانه لم يعلق الاستغفار بعمله، بل علقه بما يحدثه هو سبحانه من نعمة فتحه على رسوله، ودخول الناس في دينه". ‏"بعمله"، يعني: مثل الصلاة، فإذا صلى يستغفر، فلم يعلقه بعمله هنا، بنصر الله وفتحه على رسوله، ودخول الناس في دينه، وهو لا يستغفر من شيء فعله الله، من إيقاع النصر، ودخول الناس في الإسلام أفواجًا، فعلم أن سبب الاستغفار غيره وهو حضور الأجل فهذا الملحظ الدقيق الذي أشار إليه ابن عباس. - ‏قال ابن القيم رحمه الله: "ويدل عليه أيضًا أنه سبحانه شرع التوبة والاستغفار في خواتيم الأعمال، فشرعها في خاتمة الحج، وقيام الليل، وكان النبي ﴿ﷺ﴾ إذا سلم من الصلاة استغفر ثلاثًا، وشرع للمتوضئ بعد كمال وضوئه أن يقول: "اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين"، فعلم أن التوبة مشروعة عقب الأعمال الصالحة، فأمر رسوله ﴿ﷺ﴾ بالاستغفار بعد توفيته ما عليه من تبليغ الرسالة..".