عرض وقفة التساؤلات

  • ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴿٢٠١﴾    [الأعراف   آية:٢٠١]
س/ هل المرض النفسي له مدخل في القران؟ وما تفسير ما حصل ليعقوب من إخوة يوسف له؟ وما تفسير الآيات (٢٠١ - ٢٠٣) من سورة الأعراف؟ وما علاقة ما حصل ليعقوب بهذه الآيات السابقة وما علاقتهما بالمرض النفسي؟ أقصد هل المرضي النفسي له إثباتات في القرآن؟ وأقصد بالنسبة لسؤال يعقوب مع تفسير ما حصل ليعقوب من إخوة يوسف والربط مع ايات سورة الأعراف (٢٠١ - ٢٠٣) بما حصل ليعقوب نفسه حيث أنهم مكروا به وكذبوا وأوهموه أن يوسف أكله الذئب واستمروا على كذبهم سنوات كثيرة. أليس ذلك مد في الغي؟ ج/ أصاب الأنبياء عليهم السلام وغيرهم في مواجهتهم للأحداث كثير من الانفعالات والغرائز النفسية كالغضب، والخوف، والحزن، والندم، واليأس، وغيرها من الانفعالات. وتناولت كثير من الدراسات هذه الانفعالات النفسية من خلال القرآن الكريم وأقسامها ودرجاتها والقيم التربوية المستفادة منها. وعن ابن مسعود قال رسول الله (ﷺ): "ما أصاب عبدا هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله حزنه وهمه، وابدله مكانه فرحا، قالوا: أفلا نتعلمهن يا رسول الله قال بلى ينبغي لمن سمعهن ان يتعلمهن". صححه ابن القيم وغيره. فقوله (ﷺ): "وجلاء حزني وذهاب همي" نص في أن القرآن جلاء للأحزان والهموم كما أن ذلك داخل في وصف القرآن بالشفاء العام. وقد كتب في هذا المجال عامة وفي خصوص العلاج للأمراض النفسية بالقرآن كثيرون. وقد تأملت كثيرا منها في مجال الصحة النفسية من فروع على الطب النفسي وفي علم النفس الإكلينيكي فوجدت جميع أصول علاجهم غير العقاري في القرآن على أحسن وجوهه وأصول طبهم (علاجا ووقاية) غير العقاري راجعة إلى ثلاثة أبواب: ١- أحدها العلاج الايماني (العقدي) ولا يوجد فيه كالذي في القرآن الكريم من معاني الإيمان بالله واليوم الآخر والقدر. ٢- والثاني العلاج العبادي (العملي) ومما نصت عليه الأدلة وشهده الناس من ذلك الصلاة والزكاة والصيام وغيرها. ٣- والثالث وهو المعرفي وعيادات الطب النفسي تجعل له جلسات يعطون المرضى فيها معارف يستغني عنها من عرف كلام الله تعالى. وهذا الجانب فيه نحو ألف معنى بيّن إذا عرفه المسلم من خلال مجرد قراءة القرآن الكريم بحضور قلب دخل عليه من الرضا والأنس والقناعة والسكينة ما لا يشقى معه. ومن أعظمها التعريف بالله تعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله ودينه. والتعريف بقدر الحياة الدنيا وقيمة الآخرة، والتعريف بصفات الناس. وجميع هذه المصادر وغيرها موجودة على الشبكة وفي الجامعات رسائل كثيره في هذا المجال.