عرض وقفة التساؤلات
- ﴿وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ﴿١٢٧﴾ ﴾ [طه آية:١٢٧]
س/ في قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى﴾ متى يكون جزاء المعرض بالعمى؟ ففي هذه الآية ذكر الله أن المعرض جزاؤه في الآخرة أشد..؟
ج/ أخبر الله تعالى في الآيات قبلها عن سوء عاقبة من أعرض عن ذكره وطاعتِه فقال: (ومن أعرض عن ذكري) أي ذكر الله وأعظمه كتابه فلم يتدبره ولم يعمل بما فيه؛ فإن له معيشة ضيقة شاقة في حياته الدنيا وبعد مماته في قبره وفي الآخرة، ويحشره الله تعالى يوم القيامة أعمى. قال هذا المعرض عن ذكر الله: (رب، لم حشرتني أعمى، وقد كنت بصيرا) في الدنيا؟ فيجيبه الله تعالى: (كذلك أتتك آياتي) فأعرضت عنها، ولم تؤمن بها، وكما تركتها في الدنيا فكذلك اليوم تترك في النار، وهكذا نعاقب من أسرف على نفسه فعصى ربه، ولم يؤمن بآياته، ولعذاب الآخرة المعد لهم أشد ألمًا وأدوم بلا انقطاع. فالأقرب في معنى المعيشة الضنك أنها عامَّة في دار الدنيا، بما يصيب المُعْرِض عن ذِكْرِ رَبِّه من الهموم والغموم والآلام، التي هي عذاب مُعَجَّل، وفي دار البرزخ بتضييق قبره وغير ذلك مما روي في تفسيرها وفي الدار الآخرة؛ وذلك لإطلاق المعيشة الضَّنْك وعدم تقييدها.