عرض وقفة التساؤلات

  • ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٢٩﴾    [الكهف   آية:٢٩]
س: ما هو التفسير الصحيح لقوله تعالى: وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ؟ ج: التفسير الصحيح لذلك هو أن الله تعالى ذِكره يقول لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: وقل يا محمد لهؤلاء الذين أغفلنا قلوبهم عن ذكرنا ، واتبعوا أهواءهم: يا أيها الناس هذا الذي أتلوه عليكم هو الحق الذي أُنزل عليَّ من ربكم وإليه التوفيق والخذلان ، وبيده الهدى والضلال ، يهدي من يشاء منكم للرشاد فيؤمن ، ويضل من يشاء عن الهدى فيكفر ، ليس إليَّ من ذلك شيء ، ولست بطارد من أجل هواكم أحدًا ممن كان للحق متبعًا ، وبالله وبما أنزل عليَّ مؤمنًا ، فإن شئتم فآمنوا ، وإن شئتم فاكفروا ، فإنكم إن كفرتم فقد أعد الله لكم على كفركم به نارًا أحاط بكم سرادقها ، وإن آمنتم به وعملتم بطاعته فإن لكم ما وصف سبحانه لأهل طاعته ، وليس المراد من هذا إباحة الله تعالى الكفر لمن شاء والإيمان لمن شاء ، وإنما تهديد ووعيد ، وقد دل على هذا ما ذكره تعالى بعد في ختام هذه الآية من توعدهم بالعذاب الشديد ، وما جاء في الآيتين بعدها من تبشير المؤمنين بجنات النعيم . ارجع إلى تفسير الإمام ابن جرير الطبري - رحمه الله - لهذه الآية والآيتين بعدها من سورة الكهف ، أو تفسير ابن كثير لها وفيهما الكفاية .