عرض وقفة التساؤلات

  • ﴿لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٢﴾    [الفتح   آية:٢]
س/ ﴿ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما﴾ هل النبي ﷺ بذلك قد أذنب فغفر الله له ذنبه ؟ ج/ اتفق أهل العلم على أن الأنبياء معصومون من الشرك وكبائر الذنوب. واتفقوا على عدم جواز وقوع الصغائر التي تُزري بفاعلها وتحط من منزلته منهم، أو تؤدي إلى الطعن في الرسالة كالكذب ونحو ذلك، واختلفوا في جواز وقوع الصغائر غير المزرية، فمنهم من منع وقوع ذلك ومنهم من أجاز وقوعها . و من أجاز وقوعها منهم فكلهم متفقون على أنهم إذا وقعت منهم الصغائر: أنهم لا يُقَرون عليها، ولا يؤخرون التوبة، بل تعظم توبتهم وخوفهم، حتى إن منزلتهم وقدرهم عند الله: يكون أعظم بعد وقوع الذنب والتوبة، مما كان عليه من قبل، والظاهر أن الله تعالى قد أخبر بوقوع ذنوب من بعضهم، وعاتبهم عليها، وأخبروا بها عن نفوسهم، واستغفروا وتابوا. ورد ذلك في مواضع كثيرة، يصعب تأويلها وإن أمكن ذلك في بعضها. لكن الذي وقع منهم ليس من الكبائر، ولا ما يزري بمناصبهم، ولا كثر منهم ذلك وإنما هي أمور يخف أمرها بالنسبة لغيرهم وإنما عُدّت عليهم، وعوتبوا عليها: بالنسبة إلى علو أقدارهم؛ إذ قد يؤاخذ الوزير بما يُثاب عليه السائس. وهذا ما عناه الجنيد بقوله: حسنات الأبرار سيئات المقربين ومن العلماء كالشافعي رحمه الله تعالى من قال هذه من الصغائر كانت قبل الوحي وظل النبي ﷺ مشفقا منها حتى غفرها الله عز وجل له ومنهم من رأى أن هذه الذنوب ليست ذنوبا وإنما كان النبي ﷺ يرى نفسه مقصرا في الشكر ويعد ذلك ذنبا يثقل ظهره، فيستغفر ربه منه. ومن العلماء من رأى أنها من الصغائر التي لا تحط من منزلة النبوة، وأن النبي ﷺ لم يُقره الله عليها وقد أكثر النبي ﷺ من الاستغفار منها حتى غفرها الله له.