عرض وقفة التساؤلات

  • ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٢٠﴾    [المزمل   آية:٢٠]
س/ إذا كنت أراجع القرآن وأختمه ويوم الجمعة أقرأ سورة الكهف. والمغرب وصلت سورة الكهف أثناء قراءتي للختمة فهل يلزم علي أن أعيدها علمًا أني قرأتها في الصباح أم الختمة تحتاج إلى ترتيب؟ ج/ لا يلزم الترتيب في قراءة القرآن الكريم للختمة وغيرها. س/ كنتُ أفهم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجلاً قال: يارسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: الحال المرتحل. قال: يارسول الله، وما الحال المرتحل؟ قال: يضرب من أول القرآن إلى آخره ومن آخره إلى أوله. كنتُ أفهم من هذا الحديث لزوم الترتيب فهل لكم أن توضحوا معنى الحديث؟ ج/ استحب بعض العلماء كابن الباذش في الاقناع والشاطبي والزركشي والسيوطي إذا فرغ القارئ من الختمة أن يشرع في أخرى عقبها لما رواه الترمذي وقال إسناده ليس بالقوي عن ابن عباس مرفوعا: "أحب العمل إلى الله تعالى: الحال المرتحل، الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره، ومن آخره إلى أوله، كلما حل ارتحل". والحديث ضعفه الألباني وبكر أبو زيد في مرويات الختم الظاهر ضعفه لأن فيه المري وهو متروك ولكن السيوطي وغيره ذكروا ما يعضده وهو ما أخرجه الدارمي بسند حسنه الداني في جامع البيان والسيوطي في الإتقان عن ابن عباس عن أبي بن كعب أن النبي ﷺ كان إذا قرأ قل أعوذ برب الناس افتتح من الحمد ثم قرأ من البقرة إلى "أولئك هم المفلحون". فالظاهر صحة المتن ولكن يبقى الاختلاف في صحة الدلالة على ما استحبه الشافعية فقد خالف ابن القيم في تفسيره فذكر في إعلام الموقعين أن معناه دوام العمل لا ما يفعله القراء وذكر أن هذا لم يفعله أحد من الصحابة والتابعين ولا استحبه أحد من الأئمة. والظاهر ما رجحه ابن القيم ولكن ما قاله الأئمة فيه قوةً وليس بمنكر ولا مانع من استعماله. وراجع سنن القراء للشيخ القاري. وانظر لما أفرد في ذلك. أما لزوم الترتيب في القراءة فلا أعلم قائلا به من العلماء سلفا وخلفا. ويدل لعدمه قوله تعالى "فاقرأوا ما تيسر من القرآن". وما رواه مسلم عن حذيفة صليت مع النبي ﷺ ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المئة، ثم مضى. فقلت: يصلي بها في ركعة فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا: إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع، فجعل يقول: سبحان ربي العظيم فكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد ثم قام طويلا قريبا مما ركع، ثم سجد، فقال: سبحان ربي الأعلى فكان سجوده قريبا من قيامه".