عرض وقفة التساؤلات

  • ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ﴿١٩﴾    [الملك   آية:١٩]
السؤال قال تعالى: (أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ....).أرجو توضيح معنى هذه الآية؟ الجواب في هذه الآية حثٌّ من الله -جل وعلا- إلى النظر, نظر التفكر والاعتبار إلى الطير حال كونها صافات، أي: باسطات أجنحتهن في الجو عند طيرانها, وهذا ملاحظ، تبسط أجنحتها بالهواء في الجو عند طيرانها؛ لأنها إذا بسطتها صففن قوائمها صفًّا, إذا بسطت جناحيها صففن قوائمها كما يقول أهل العلم, ويقبضن أي يضربن بها جنوبهن, نقل القرطبي وغيره عن أبي جعفر النحاس: يقال للطائر إذا بسط جناحيه: صافٌ, وإذا ضمهما فأصاب جنبه: قابض؛ لأنه يقبضهما, وهذا التوجيه الإلهي لعباده أن ينظروا ويتأملوا نظر اعتبار وتفكر, ولا شك أن التفكر من أفضل العبادات: (رَّبَّنَاۤ إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِیࣰا یُنَادِی لِلۡإِیمَـٰنِ أَنۡ ءَامِنُوا۟ بِرَبِّكُمۡ فَـَٔامَنَّاۚ رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَیِّـَٔاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ) سورة آل عمران، آية: 191. وكم يزيد القلب من الإيمان واليقين والطمأنية مثل هذا النظر, نظر الاعتبار والتفكر في مخلوقات الله وفي آياته المقروءة والمرئية, فعلى المسلم أن يعتني بهذا الباب، وقد أكثر الله -جل وعلا- من التوجيه إلى هذا النظر وهذا التفكر وهذه الرؤية لمخلوقات الله في كتابه -جل وعلا-, مما يدل على أهميته, وقد جاء في السنة ما يدل على ذلك.