عرض وقفة التساؤلات

  • ﴿مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴿٧٩﴾    [النساء   آية:٧٩]
س: يقول السائل: اشرحوا لي قول الحق تبارك وتعالى: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ج: معناها أن ما أصابك من حسنة فمن الله، هو الذي تفضّل بها عليك، وهداك لها وأعانك عليها، وهو المتفضل سبحانه، وهو الجواد الكريم، وقد سبق بها القدر، مع هذا تفضل عليك وأعانك عليها، وهداك لها حتى فعلتها: من صلاة وغيرها، وما أصابك من سيئة فمن نفسك، من معصية أو غيرها، فمن أسباب نفسك، من معاصيك أو تساهلك عن القيام بالواجب، وقد سبق في علم الله أنها تقع، لكن أنت بأفعالك السبب، في وقوعها من معاصيك أو تفريطك وعدم أخذك بالأسباب الشرعيّة، فإذا سُرق مالك، فلأنك ما أقفلت الباب، أو ما فعلت ما ينبغي من حراسته، فأنت السبب، وكذلك إذ وقعت في المعصية، فأنت السبب، لأنك أنت الذي فعلتها، وأنت الذي تساهلت فيها وأنت الذي سعيت إليها، وإن كان بقدر سابق، لكن من أسبابك، أنت لك أسباب، لك فعل، لك قدرة، لك عقل، فمن نفسك وإن كانت بقدر الله، ولهذا قال بعدها: كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يعني بقدر الله لكن الطاعة من فضله، والمعصية من أسباب تفريطك، وأسبابك الأخرى التي تساهلت بها حتى وقعت المعصية أو وقع المرض، أو وقعت السرقة أو وقع الهدم أو الانقلاب، أو ما أشبه ذلك .