عرض وقفة التساؤلات

  • ﴿هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٦﴾    [آل عمران   آية:٦]
السؤال الثاني: ما تفسير هذه الآية: هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ؟ ج: بعد أن وصف سبحانه بأنه لا إلـه إلا هو الحي الذي لا يموت ، وأنه القيوم بشئون عباده فلا وجود لهم ولا استقامة لأحوالهم إلا به مع غناه عنهم ، وأنه العليم بكل شيء لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، أقام الدليل على ذلك بأنه وحده الذي يخلق الناس في أرحام أمهاتهم كيف يشاء على صور شتى وأحوال مختلفة من ذكر وأنثى وحسن وقبيح وشقي وسعيد ، لا إله إلا هو له العزة وكمال القوة والغلبة ، وله الحكمة البالغة في كل ما شرعه وخلقه وقضى به وقدره ، ومن ذلك خلقه لعيسى وتقديره سبحانه أن تحمل به أمه بلا أب ، وأن يكون آية للناس على كمال علم الله وقدرته وبالغ حكمته ، كما خلق آدم من تراب وقال له كن فكان كما أراد الله فلا حق لهما من العبادة؛ بل هو حق لرب العالمين وحده لا شريك له ، لا إلـه إلا هو القوي الذي لا يغلب ولا يعجزه شيء ، الحكيم في تدبيره ، وفي خلقه وتشريعه ، وفيها الرد على النصارى القائلين بأن عيسى عليه الصلاة والسلام هو ابن الله؛ لأن الله هو الذي صوره في رحم أمه مريم فكيف يكون ابنا له أو إلها معه ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .