عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ﴿٧١﴾    [طه   آية:٧١]
قوله تعالى : " قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) " طه 71 . الصلب يكون على جذوع النخل , لا فيها , فـ ( صلب ) يتعدى بحرف الجر : ( على ) , لابـ ( في ) ؛ لأن ( في ) تفيد الظرفية , أما ( علي ) فتفيد الاستعلاء الذي لا يريده فرعون لهم , بل هدفه إذلالهم , ومجئ " فِي " هنا لأن الجزع للمصلوب بمنـزلة القبر للمقبور , فكما يقال : قبر الميت في قبره , يقال : صلب المصلوب في الجذع . وقيل : إنما آثر استعمال " فِي " للإشعار بسهولة صلبهم , وأنه لا يكلفه عناء ولا مشقة , بخلاف ما لو استعمل ( على ) التي تدل على ارتفاع يحتاج فيه إلى تحرك و صعود إلى فوق . وذكر أبو حيان رأيا آخر , قال : " وقيل : نقر فرعون الخشب , وصلبهم في داخله , فصار ظرفا لهم حقيقة حتى يموتوا فيه جوعا وعطشا " .