عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴿٦٠﴾    [المائدة   آية:٦٠]
* في سورة المائدة ذكر تعالى المسخ الى قردة وخنازير هل لأن الله تعالى مسخ طائفة من بني إسرائيل قردة وخنازير هل لهذا السبب جاء تحريم الخنزير؟(د.حسام النعيمى) قال تعالى(قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60)) هذا أمر فقهي ونحن الأمور الفقهية نحيلها على أصحابها لكن السؤال لبيان العِلّة أو السبب نقول الشيء الأساسي في العبادات هو اتّباع أمر الله سبحانه وتعالى: في الحلال والحرام حلال الله حلال إلى يوم القيامة وحرام الله حرام إلى يوم القيامة. فعندما يقول الله سبحانه وتعالى هذا حرام يعني تناوله حرام أو التعامل معه حرام أو التعامل به حرام كيفما كان. النص عند ذلك نقول حرام لأنه سبحانه وتعالى صرّحه ونحن نطيع ربنا عز وجل فيما يأمرنا به. يبقى التعليلات أوالتفسيرات لمذا حدّث بهذا الشكل؟ نحن غير مسؤولين عنه في الحقيقة لأن الخنزير كان قبلهم قبل أن يحوّل بعضاً من بني إسرائيل لم يحوّل كل بني إسرائيل حوّل بعضاً منهم إلى هؤلاء (قردة) وهؤلاء (خنازير) وبعضهم عَبَدَ الطاغوت، التحريم هو لهذا الشيء الله تعالى يحرّم على بعض الأمم أشياء ويحلّها لبعض الأمم بل حتى اليهود والنصارى نحن نعلم أن اليهود مثلاً يحرّمون من السمك في التوراة يحرم من السمك أو الحوت كا يسمونه كل ما ليس فيه فلوس يعني كل ما فيه جلد يحرمون أكله والمسيح أباحه لذلك نقول أن شريعة عيسى عليه السلام غير شريعة اليهود ينبغي أن يفصل والعهد الجديد هو للمسيحيين والعهد القديم هو لليهود. فالمسيحي يأكل من السمك ما يُنزع جلده وليس فيه فلوس يقشر والمسلمون يأكلونه بينما هي محرمة في العهد القديم. الخنزير محرم في العهد القديم لأنه لا يؤكل من المواشي إلا من كان له ظلف مفصول إذا كان متصلاً يحرُم.المسيحيين يأكلونه. فاليهود عندهم أشياء محرمة والمسيحيون عندهم أشياء محرمة والمسلمون عندهم أشياء محرمة كلٌ له شرعته (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) فنحن إذن نطيع الله سبحانه وتعالى ولا نعلل ولا نفسر لماذا والمسألة فقهية واعتقادية ونحن نعتقد أن هذا حرام إذن هو حرام. نقول لهم قد يكون من ذرية لا شغل لنا به ولكن نقول ربنا حرّمه فنحرّمه.