عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ﴿٨﴾    [المرسلات   آية:٨]
  • ﴿وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ ﴿٩﴾    [المرسلات   آية:٩]
  • ﴿وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ ﴿١٠﴾    [المرسلات   آية:١٠]
  • ﴿وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ ﴿١١﴾    [المرسلات   آية:١١]
  • ﴿لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ ﴿١٢﴾    [المرسلات   آية:١٢]
*(إذا) تستعمل لما يستقبل من الزمان وفي الآية (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) المرسلات) عقّب بعدها بفعل ماضي فهل يمكن توضيح هذا الاستعمال؟(د.حسام النعيمى) صحيح أن العلماء يقولون (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه موصول لجوابه لكن الإستعمال العربي الغالب أن (إذا) تدخل على فعل ماضٍ (إذا جاء) لكن يكون معناه للمستقبل كأنه متحقق (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) النصر) فتدخل على الفعل الماضي وقد تدخل على الفعل المضارع لكن بقِلّة. وهناك بيت لأبي ذؤيب الهذلي: والنفسُ راغبةٌ إذا رغّبتها وإذا تُردُّ إلى قليلٍ تقنعُ الأصل أنها تدخل على الفعل الماضي فتحوله إلى معنى الإستقبال عكس (لم). (لم) عندما تدخل إلى الفعل المضارع تقلبه إلى معنى الماضي، تقول: (يكتب زيد) أي الآن وفي المستقبل، (لم يكتب) أي ما وقع منه الكتابة. هذه بصورة مختصرة. عندنا (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) علماؤنا يقولون (إذا) تدخل على الفعل في الأصل فإذا جاء الإسم بعدها يكون فاعلاً لفعل محذوف وليس مبتدأ والمسألة فيها خلاف. فلا يستغرب أت تدخل (إذا) على الماضي كما أن (لم) دخلت على المضارع. وعندنا (إذ) تكون للماضي كما في قوله تعالى (إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) الأحزاب) ويمكن أن تدخل على المضارع (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ (27) الأحزاب) هي بالماضي، (إذ) ظرف للمضي في الزمان يعني إذا وقع هذا منك في الماضي. وقد يدخل على المضارع وقد يدخل على الماضي كما ذكرت.