عرض وقفة أسرار بلاغية

  • وقفات سورة الزخرف

    وقفات السورة: ١٤٤٧ وقفات اسم السورة: ٢٤ وقفات الآيات: ١٤٢٣
****تناسب فواتح الزخرف مع خواتيمها**** في أولها قال (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (5) وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (7) فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8)) هذا أولها، قال في آخرها (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83)). نلاحظ: ما يأيتهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون كأنها متتمة للآية الأولى. الإسراف في الآية أي في أعمالهم لا يرعوون بدون ضوابط يسرفون في المعاصي ويجاوزون الحدود (الإسراف مجاوزة الحد) ثم ذكر الاستهزاء (كانوا به يستهزئون) ثم قال (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83)). قال في أولها أيضاً (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9)) وفي أواخرها (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87)) كأنها استكمال للآية الأولى من خلق السموات والأرض؟ من خلقكم؟. سؤال: ما دلالة اختيار صفتي العزيز العليم؟ اختار صفتي العزيز العليم في الآية، هو الله بلا شك (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9)) (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87)) يؤفكون بمعنى يُصرَفون عن الحق. هو كأنه هو استكمال سؤال ثم ترقى للسؤال عن أنفسهم، كأنما هو سؤال آخر في موطن واحد في سياق واحد. *****تناسب خواتيم الزخرف مع فواتح الدخان***** قال في خواتيم الزخرف (سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (82) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83) وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85)) وفي أوائل الدخان قال (رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7)) هذا تعميم. في خاتمة الزخرف قال (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84)) وفي الدخان قال (لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8)) أكدت وحدانية الله سبحانه وتعالى. سؤال: قد تصنع هذه الآية لبساً لمن عنده جهل باللغة العربية أن هنالك في السماء إله وفي الأرض إله؟ هو الذي في السماء إله وفي الأرض إله، عيّنت واحداً فيهما، هو فيهما واحد لا يتغير وضحها في الدخان (لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) ونسميه الاستغراق. قال في أواخر الزخرف (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83)) في الدخان قال (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10)) اتركهم وانظر نهايتهم.