عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٢﴾    [المائدة   آية:٢]
*(وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ (2) المائدة) انظر إلى هذا التعبير الإلهي حيث قال (ولا آمّين البيت الحرام) أي قاصدين الحد فلِمَ عدل ربنا تعالى عن التعبير بالأشمل كأن يقول ولا قاصدين مكة؟(ورتل القرآن ترتيلاً) عدل ربنا سبحانه وتعالى عن كلمة مكة لأن قصدها قد يكون للعبادة وقد يكون للتجارة ونحوها والحرمة لا تخصّ إلا المُحرِم للعبادة ولذلك قال (ولا آمّين البيت الحرام) لأن البيت لا يُقصد إلا للعبادة. (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ (2) المائدة) الشنآن هو شدة البُغض وهو مصدر دالٌ على الاضطراب والتقلّب لأن الشنآن فيه اضطراب النفس فهو مثل الغليان. والمسجد الحرام إسم جُعِل علَماً للغلبة على المكان المحيط بالكعبة المحصور ذي الأبواب وهو إسم إسلامي ولم يكن يُدعى بذلك في الجاهلية لأن المسجد مكان السجود ولم يكن لأهل الجاهلية سجود عند الكعبة.