عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴿٣٤﴾    [لقمان   آية:٣٤]
****تناسب فواتح لقمان مع خواتيمها**** هذه الآية الأخيرة تكون لها ارتباطات بأوائل السورة (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) مرتبطة بقوله تعالى في أوائل السورة (وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)) الآخرة هي الساعة (أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (6)) (فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7)) هذا في الآخرة. (وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ) مرتبطة في أوائل السورة (وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء (10))، (وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ) مرتبطة بأوائل السورة (وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ (10))، (ومَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا) مرتبطة بقوله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا (6)) الذي يشتري ماذا يريد؟ يريد أن يكسب، إذن لا يعلم ماذا يكسب غداً ثم (أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ) هذا سيكسبه، (إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) مرتبط بقوله (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10)) الذي يفعل هذا أليس هو العليم الخبير؟ بلى، إذن هي مرتبطة وهذا خط عام في القرآن ارتباط خواتيم السور بأوائلها. العرب كانت تعي هذا الأمر ربما لم ينظروا في أوائل السور وخواتيمها ولكنهم كانوا يعلمون أكثر مما نعلم في ترتيب الآيات في القرآن وإعجازه. *في بناء القصيدة هناك وحدة الموضوع أو وحدة بناء القصيدة فهل هذا موجود في القرآن؟ هناك رسالة دكتوراه "وحدة السورة في القرآن الكريم" إذن هنالك ترابط بين سور القرآن في موضوعاتها. *****تناسب خواتيم لقمان مع فواتح السجدة***** قال في آخر لقمان (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)) وذكر قبلها (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33)) هذا عن الساعة، يتحدث عن يوم القيامة، وفي بداية السجدة قال (وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (10)) (وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12))، (وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ) (وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ) ذكر مشهداً من مشاهد الساعة وهناك ذكر تحذيراً وهنا ذكر مشهداً، (وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33)) - (وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12)) مشهد من مشاهد الساعة. قال (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ (34)) (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8)) هذه في الأرحام، هناك قال ويعلم ما في الأرحام وهنا ذكر لنا الخلق في الأرحام فذكر لنا في سورة السجدة ما في الأرحام وفصّل. وقال في لقمان (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) وقال في السجدة (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11)) هذه مرتبطة كل الارتباط.