عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴿٧٤﴾    [الفرقان   آية:٧٤]
* ورتل القرآن ترتيلاً : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)) تأمل كيف يعلمك الله تعالى أن تكون طموحاً في بلوغ أقصى درجات التقوى والإيمان. فلم يقل واجعلنا متقين بل (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) وهذا يقتضي أنهم يسألون لأنفسهم بلوغ الدرجات العظيمة من التقوى. فالقدوة يجب أن يكون بالغاً أقصى غاية العمل والتمام. وقد وقع الإخبار بـ (إِمَامًا) وهو مفرد مع أن حقه من حيث الظاهر أن يكون واجعلنا للمتقين أئمة للإشارة بأن يكون كل واحد منهم إماماً يُقتدى به. (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)) الإمام أصله المثال والقالب الذي يُصنع على شكله ما يشابهه ويماثله. كما قال النابغة: أبوه قبله وأبو أبيه بنوا مجد الحياة على إمام ثم أُطلق الإمام على القدوة تشبيهاً بالمثال والقالب الذي يُتخَذ قدوةً يُحتذى به.