عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا ﴿٦٩﴾    [مريم   آية:٦٩]
.* ورتل القرآن ترتيلاً : (ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69)) هناك ألفاظ يصور جرسها ولفظها على ما فيه ثقل وشدة صورة الألم. فلو قرأت كلمة (لَنَنزِعَنَّ) لشعرت بثقل الكلمة الذي يوحي بالصعوبة. فأنت بهذا اللفظ أمام مشهد كامل. فهم يُنزعون طائفة فيلقون في النار وإنما يُختار منهم أولاً فأولاً أعتاهم وأشدهم وأقواهم. ففي اللفظ وتشديده صورة لهذا الانتزاع تتبعها صورة القذف المتخيَّلة وهي الحركة التالية في الخيال للانتزاع. (ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69)) لم اختير وصف الرحمن في الآية ولم يصرح بلفظ الجلالة الإسم العلم للإله فلم يقل "أيهم أشد على الله عتيا"؟ في ذكر صفة الرحمن هنا تفظيع لحالة عتوّهم لأن شديد الرحمة بالخلق حقيقٌ بالشكر له والإحسان لا بالكفر به والطغيان.