عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴿١٤٣﴾    [البقرة   آية:١٤٣]
*ما طبيعة كلمة وسطاً في (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا (143) البقرة) من حيث أنها صفة ولم تتبع الموصوف من حيث التذكير والتأنيث؟ كلمة وسط في الأصل هي إسم جامد وصِف بها (الأسماء إما جامدة أو مشتقة، جامد يعني ليس مشتقاً) فهنا وصف بإسم جامد فهذا لا يطابق إنما الوصف هو الذي يطابق التأنيث والتذكير، كلمة (وسط) بحد ذاتها هي إسم جامد وليست وصفاً فإذن هو وصِف بإسم جامد ولا يطابق كما لو وصفنا بالمصدر نقول رجل صوم وامرأة صوم ووصفوا بمصدرٍ كثيرا فالتزموا الإفراد والتذكيرا إذا وصف بالمصدر يلزم الإفراد والتذكير حتى لو كان جمعاً. لا يقال أمة وسطة، وسط إسم جامد وليس في الأصل وصف مشتق حتى يُذَكّر مثل طويل وطويلة، هو في الأصل إسم جامد وصِف به فيبقى على حاله. استطراد من المقدم: نقول رجل صوم وامرأة صوم ورجال صوم؟ مذكر مؤنث مفرد جمع، التزموا الإفراد والتذكير هذه قاعدة. *ما المقصود بالإيمان فى الآية (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (143) البقرة)؟(ورتل القرآن ترتيلاً) عن ابن عباس رضي الله قال: لما وُجّه النبي  إلى الكعبة قالوا يا رسول الله كيف لإخواننا الذين ماتوا وهم يصلّون لبيت المقدس؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ). فالإيمان في الآية أُريد به الصلاة فلم عدل ربنا عن ذكر الصلاة ولم يقل الصلاة وآثر أن يطلق الإيمان على الصلاة ؟ للتنويه بعظم الصلاة وعظم قيمتها فهي من أعظم أركان الإيمان