عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ﴿١٧﴾    [التوبة   آية:١٧]
* لماذا استعمل صيغة الجمع في مساجد في قوله تعالى (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) التوبة)؟(د.حسام النعيمى) هذه الآية وردت فيها كلمة مساجد في الآية 17 من سورة التوبة وفي الآية 18 (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18)) وردت كلمة مساجد أيضاً. في الآية 17 قُريء مساجد وقُريء مسجد لأنه كان يشار فيه ويراد هو المسجد الحرام فعندنا قراءتان سمعيتان. لكن الذين قرأوا مسجد (المسجد الحرام) هذا الشيء الطبيعي لأن الكلام عن المسجد. لما يقول مساجد الله وتُقرأ مساجد الله المسجد الحرام سيكون جزءاً من هذه المساجد. هم ليس لهم أن يعمروا المسجد الحرام ولا سائر المساجد لا حق لهم في ولوجها. الآية 18 أجمع القرّاء على قراءتها مساجد فهذا جمع على قراءة الأولى مساجد بالجمع. أجمعوا (إنما يعمر مساجد الله) لأنه أريد بها المساجد العامة ليوم القيامة فيدخل فيه المسجد الحرام. الآية 17 عندنا قارئان من القرّاء السبعة قرآها مسجد بالإفراد والخمسة الآخرون قرأوها مساجد، الكثرة قرأتها مساجد وكما قلت هذه تمثل قراءات العرب التي أجازها الرسول  بأمر من ربه والجمع بين القراءتين أن كلمة مساجد ينضوي تحتها كلمة مسجد.