عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ ﴿١٠﴾    [التوبة   آية:١٠]
آية (10): * قال تعالى (لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمة (10) التوبة) ما الفرق بين القربى والإل؟ وما أصل كلمة الإل؟(د.حسام النعيمى) الفعل ألّ يئلّ مثل أنّ يئنّ. الإل في اللغة العربية له معاني متعددة متقاربة بعضها من بعض: فالنسب العربي يقول عنه الإل والمصاهرة الإل والجِوار الإل أي كلمة الإل أشمل من كلمة القربى لأن القربى يمكن أن تكون للقريب النسبي وقد تتعدى لتصل إلى قرابة الزواج بنوع من المجاز. لكن كلمة الإل تستعمل في هذه المعاني جميعاً فهي أوسع وأشمل من القرابة. والقرابة جزء من الإل. والإل تأتي بمعنى العهد أيضاً. لكن هناك مسألة ذكرها بعض العلماء وتتبعهم آخرون: فالبعض يرى أن كلمة إلّ بمعنى الله وهؤلاء يعتمدون (هو واحد من العلماء وهو قديم) على أنه في العبرية: جبرا إيل، إسرا إيل وهكذا، هذا الكلام لنا عليه وقفة مهمة جداً لأنه عندنا أحد العلماء وهو السهيلي قال: وأما الإلّ بالتشديد في قوله تعالى إلاّ ولا ذمة فحذار أن تقول هو إسم لله تعالى فتمسي الله تعالى بإسم لم يسمي به نفسه – نحن نأخذ أسماء الله تعالى من القرآن ومن حديث الرسول  - وإنما الإلّ كل ما له حرمة وحق كالقرابة والرحم والجوار والعهد وهو من ألِلت إذا اجتهدت في الشيء وحافظت عليه ولم تضيّعه فالقرابة بعض معاني الإل. يبقى مسألة اللغة العبرية وما يكون هناك تقارب بينها وبين العربية في بعض الألفاظ: أولاً: اللفظة التي في العبرية ليست (إل) وإنما (إيل) ولما يكون هناك نوع من التشابه بين لفظتين في لغتين فلا يعني أن هذه اللفظة من هذه اللفظة. أحياناً يكون التشابه بين العربية والانجليزية لا يعني أن هذه من هذه ألم يقولوا: كلمة(FAN) بالإنجليزية وكلمة فان في العربية كما في قوله تعالى (كل من عليها فان) اللفظ واحد لكن المعنى مختلف. العربية والعبرية من الجزيرة والعربية أقدم وذكرنا هذا سابقاً. ورد ذكر العرب في أدبيات البابليين أن أحد ملوك بابل قاتل العرب. والبابليون خرجوا من جزيرة العرب في حدود 3600 عاماً والعبريون عشيرة من عشائر الكنعانيين والكنعانيون خرجوا من جزيرة العرب في حدود 1500 ق.م أي بعد 1100 عام من البابليين والعرب كانوا موجودون. والكنعانيون صار عندهم لهجات ومن لهجاتهم العبرية فهي متولدة متأخرة. بعد أن ورد ذكر العرب بأكثر من 1100 عام جاء الكنعانيون ولا ندري في أي عام تولدت العبرية من الكنعانية. كانوا يتكلمون لغة واحدة هي الكنعانية تفرّع منها الأوغاريتية والمؤآبية والفينيقية والعبرية، أربع لهجات مثل اللهجات التي تفرعت من اللاتينية: الإيطالية والإسبانية والبرتغالية والرومانية والفرنسية والآن أي واحد لا يفهم من الثاني وهكذا نجد أن العبرية متأخرة. وأي تشابه بين العبرية والعربية معناه أخذته من العربية وليس العكس، فمثلاً أن هذه الكلمة مغيّرة عندهم وقد تكون من اللفظة القديمة وتغيرت عندهم لكن ما دام لم يرد عندنا كلمة إل بمعنى الله لذلك السهيلي يقول: حذارِ.