عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٢٧﴾    [النور   آية:٢٧]
آية (27): * الاستئناس (حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا) هل معناها الطرق والاستئذان؟(د.فاضل السامرائي) الإستئناس عكس الاستيحاش والوحشة يعني أن تختار الوقت المناسب للزيارة، تفكر هل هذا الوقت مناسب. مثلاً أنت تأتي الناس وتتوقع أنهم نائمين فهل تستأذن عليهم؟ أو طلاب عندهم امتحان فتذهب تستأذن؟ هذا ليس استئناساً حتى لو استأذنت هذا ليس استئناساً ، الاستئناس هو اختيار الوقت المناسب مما لا يدعو إلى الوحشة بحيث يستأنسون بك وتستأنس بهم . *(لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا) (حتى) معناها الغاية؟ طبعاً. أن هذا هو الوقت المناسب. تستأنس ثم تستأذن، تختار الوقت المناسب للزيارة مما لا يدعو إلى الاستيحاش من قِبَلهم. حتى أنت لا ترتاح. * في سورة النور في الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27)) وفي آية أخرى يقول (فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً (61) النور) فلماذا قال في الأولى سلموا على أهلها لأنها ليست بيوتهم وفي الثانية قال سلموا على أنفسكم؟(د.فاضل السامرائي) قسم ذهب إلى أن قوله تعالى (فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ) قسم ذهب إلى أن هذا في دخول البيوت الخالية التي لا سكان فيها أو المساجد تقول "السلام علينا تحية من عند الله مباركة طيبة" أو في الأثر أيضاً "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين" إذا دخلت بيتاً خالياً وحتى إذا دخلت بيتك وليس فيه أحد، خالي، نقول السلام علينا تحية من عند الله مباركة طيبة أو السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. وقسم قال ليس بالضرورة هذا لأن السياق هؤلاء من ألصق المذكورين من شكة الالتصاق، قال في هذه الآية قال ممن أباح لهم الأكل (أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً (61) النور) فقالوا الناس ألصق ببعضهم فقال (فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ) لأن هؤلاء هم كونهم هم أنفسهم من شدة الالتصاق بهم أو كما قال (فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ (54) البقرة) يعني هم أنفسهم ، والثانية هذه وضع آخر. هذه للناس الأجانب المذكورين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا (27) النور) يعني الضيوف، هذا موضوع آخر. (فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ) إما البيوت الخالية أو المساجد أو ألصق الناس بك، أما تلك فبيوت أخرى.