عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴿٦٠﴾    [الروم   آية:٦٠]
تناسب فواتح الروم مع خواتيمها بدأت بوعد الله تعالى بغلبة الروم (غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6)) وفي خاتمتها قال (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)) في البداية (وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6)) وفي الختام (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ). سؤال: إذا لم تأت خاتمة السورة بهذا الشكل هل يكون هناك ملاحظة على هذا السياق؟ ليس بالضرورة وإنما تكون في سياقها، ما يعنينا أن الآيات تأتي في سياقها وفي مكانها وهي مرتبطة بأوائلها ارتباطاً دقيقاً وعجيباً هذا مما يزيد الأمر غرابة وعجباً أنها مرتبطة في سياقها آية آية ثم مرتبطة مع مفتتح السورة. *****تناسب خواتيم الروم مع فواتح لقمان***** في أواخر سورة الروم (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآَيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58)) وفي أول لقمان (تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3))، ولقد ضربنا للناس في هذ القرآن – تلك آيات الكتاب الحكيم. قال في أواخر الروم (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (59)) وفي أول لقمان علّق على قلوب الذين لا يعلمون (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6)). في أواخر الروم (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)) وفي لقمان بيّن الموقنين فقال (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)). (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)) – (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ) سؤال: القرآن لا تنقضي عجائبه لكن ما معنى ولا يخلق على كثرة الرد؟ يخلق يعني يبلى يصير بالياً إذن يبقى جديداً لا تنقضي عجائبه في كل زمن يأتي بشيء جديد فكيف يخلق؟ استفاد كل عصر على قدر ما يعلم.