عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿٢٤﴾    [الروم   آية:٢٤]
آية (24) : * عندما يتكلم سبحانه وتعالى عن عملية إحياء الأرض يقول مرة من بعد موتها ومرة بعد موتها (وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) الروم) (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا (63) العنكبوت) فما الفرق؟ (من) ابتداء الغاية. (من بعد موتها) يعني ربنا لا يحتاج إلى فاصل أو مدة ليحييها وإنما يحييها مباشرة بعد موتها بلا فاصل لا يحتاج إلى فاصل ولا إلى مدة. (بعد موتها) ليس بالضرروة. يبقى السياق. (بعد موتها) عامة قد تكون هذه وقد تكون تلك، مطلقة. إذن (من) فيها بيان على عظمة الله وقدرته، لا يحتاج إلى فاصل، هذا يدل على العظمة والقدرة. لو نضعها في سياقها (من بعد موتها) وضعها في سياق المشركين لبيان مقدار قدرة الله (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (63) العنكبوت) نفى عنهم العقل، أنتم تعرفون أنه يحيي الأرض من بعد موتها بلا فاصل فلماذا لا تعبدونه؟ ذكرها في مقام الشرك. الآية الأخرى (وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) الروم) (وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ الْسَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65) النحل). إذن تلك في مقام التبكيت والتنكيل بعقول الذين أشركوا، أما هذه فقال (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (63) العنكبوت).