عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿٦٣﴾    [البقرة   آية:٦٣]
آية (٦٣) : (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) * تقديم كلمة (الجبل) فى سورة الأعراف وتأخير (الطور) فى سورة البقرة : التقديم والتأخير في القرآن الكريم يقرره سياق الآيات فقد يتقدم المفضول وقد يتقدم الفاضل ، والكلام في سورة الأعراف عن بني إسرائيل والطور (وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٧١)) قدّم الجبل على بني إسرائيل ، أما في آية سورة البقرة أخّر الطور لأن سياق الآيات في الكلام عن بني إسرائيل وليس في الطور نفسه . * الفرق بين الجبل والطور واستخدام كل منهما : الجبل هو إسم لما طال وعظُم من أوتاد الأرض والجبل أكبر وأهم من الطور من حيث التكوين وعادة ما تُذكر الجبال في القرآن في موقع التهويل والتعظيم ، ولذلك ذكر الجبل في آية سورة الأعراف لأن الجبل أعظم ويحتاج للزعزعة والإقتلاع ولذا جاء في قوله تعالى (وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً .. (١٤٣)) ولم يقل الطور ، الرفع الذي هو ضد الوضع أما النتق فهو أشد وأقوى من الوضع وفيه إخافة وتهديد كبيرين ، إذن النتق والجبل أشد تهديداً وتهويلاً . * الفرق بين (وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّور) و (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا (١٠) فصلت) : (من) يسموها إبتداء الغاية ، أي ملاصق لا يسمح لأحد بأن يدخل (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا (١٠) فصلت) الرواسي ملاصقة للأرض ولو قال فوقها تحتمل بُعد المسافة ، أما (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ (٦) ق) (وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّور) ليس ملاصقاً لهم وإنما فوق رؤسهم .