عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٧﴾    [البقرة   آية:٧]
آية (٧) : (خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) * جعل الله تعالى القلوب والأبصار جمعاً بينما أفرد السمع مع أن الإنسان يملك قلباً واحداً بينما يملك أذنين : إن السمع يتعلق بما تسمع وما يُلقى إليك فكل الناس يسمعون الخبر متساوياً لا تفاوت فيه ولا تفاضل وإنما يختلف الناس جميعاً بتحليل المسموع وتدبره وهذا يتم عبر القلوب. * الختم لا يكون إلا الشيء المغلق فهم أغلقوا قلوبهم وما عادوا مستعدين للإستماع ولا للتقبّل فختم الله سبحانه عليها، فالختم هو الطابَع من الطين فالعربي إذا أراد أن يحفظ شيء كان يغلق فوهته ويضع الطين على مكان عقدة الخيط ويختم بخاتِمه (خاتَم وخاتِم) كما يستعمل الآن الختم بالشمع الأحمر يقفل المكان ثم يختم عليه وليس وهو مفتوح. * البصر يحتاج لتغطية فقال (وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ) أما السمع فيحتاج إلى ختم لأنه ليس هناك شيء يغطيه. * قدم الله القلب على السمع والبصر في تلك الآية لأنه يريد أن يعلمنا منافذ الإدراك، والختم على القلوب معناه أنه لا يدخلها إدراك جديد ولا يخرج منها إدراك قديم، ومهما رأت العين أو سمعت الأذن فلا فائدة من ذلك لأن أصحابها اختاروا الكفر وأصروا عليه.