عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٥﴾    [البقرة   آية:٥]
آية (٥) : (أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) * جاء ب(أولئك) للبعيد وبضمير الفصل (هم) وجاء بالتعريف (المفلحون) لم يقل أولئك مفلحون ولم يقل هم مفلحون للحصر فهؤلاء هم المفلحون حصراً ليس هنالك مفلح آخر. أولئك للبعيد كأن هؤلاء أصحاب مرتبة عليا فيشار إليهم بفلاحهم وعلو منزلتهم فالذي على هدى هو مستعلي . * استخدم الله تبارك وتعالى (أُوْلَـائِكَ) مرتين ودمج الخبرين مع بعض حتى نعرف أنه ليس في الاسلام إيمانان بل إيمان واحد يترتب عليه جزاء واحد وسيلته الهدى وغايته الفلاح. * (على) دائماً تأتي مع الهدى و(في) تأتي مع الضلال : -- (على) مقصود بها الاستعلاء (على الهدى) يعني متمكن مبصر لما حوله، في الطريق ثابت عليه. -- (في) للظرفية (في) معناه ساقط فيه، لما يقول (فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) أي ساقطين فيها والساقط في الشيء ليس كالمستعلي، ولذلك هو يستعمل (في) مع الريب والشك والطغيان والضلال. * جاء بضمير الفصل (هم) للتوكيد والقصر حصر الفلاح فيهم حصراً، فإذا أراد الفلاح فعليه أن يكون على هدى من ربه. * جاءت كلمة (المفلحون) يشبه التكليف وجزاءه في الآخرة بالبذور والفلاحة لأنك حين ترمي بذرة في الأرض تعطيك بذورا كثيرة، ليعطينا الحق جل جلاله من الأمور المادية المشهودة ما يعين عقولنا المحدودة على فهم الغيب