عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٢﴾    [البقرة   آية:٢]
آية (٢) : (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) * الفرق بين دلالة كلمة الكتاب والقرآن : من ناحية اللغة كلمة قرآن في الأصل مصدر الفعل قرأ مثل غفران وعدوان (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) ثم استعملت عَلَماً للكتاب الذي أُنزل على الرسول (صلى الله عليه وسلم) . أما الكتاب فهي من الكتابة ، وأحياناً يطلق عليه الكتاب وإن لم يُخطّ (أنزل الكتاب) فهو أُنزل مقروءاً ولم يُنزّل مكتوباً ولكنه كان مكتوباً في اللوح المحفوظ قبل أن ينزّل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) . من ناحية الإستعمال يلاحظ أنه عندما يبدأ بالكتاب يتردد في السورة ذكر الكتاب أكثر بكثير مما يتردد ذكر القرآن أو قد لا تذكر كلمة القرآن مطلقاً في السورة، والعكس صحيح، وإذا اجتمع القرآن والكتاب فيكونان يترددا في السورة بشكل متساو تقريباً ، في سورة البقرة بدأ بالكتاب (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) وذكر الكتاب في السورة ٤٧ مرة والقرآن مرة واحدة في آية الصيام (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ). * دلالة استخدام اسم الإشارة للبعيد: (ذَلِكَ) إشارة إلى علو مرتبته وبعده عن الريب وأنه بعيد المنال لا يستطيع أن يؤتى بمثله وهذا نوع من تشريف الكتاب وتعظيمه . وقسم قال أنه إشارة إلى الكتاب الذي في اللوح المحفوظ لأنه لما أراد ما بين أيدي الناس أشار إليه بالقريب (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلِّتِي هِيَ أَقْوَمُ) . * الريب أدنى درجات الشك والشك أقوى من الريب وهذا الكتاب بذاته يخلو من أي ذرة من شك فإذن هو يخلو من الريب .