عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿١﴾    [الفاتحة   آية:١]
*(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ) : * البسملة وردت ١١٤ مرة كعدد سور القرآن فلم تفتتح بها سورة التوبة ولكن وردت في سورة النمل داخل الآية (٣٠). * من فضله جلّت قدرته على هذه الأمة أن علّمها كيف تدعو وكيف تناجي ربها؟ فتبدأ بكلمة بسم الله في أول المصحف الشريف. * العلماء يقدّرون محذوفاً: بسم الله أبتدئ القرآءة، بسم الله تبدأ بها كل شؤون حياتك لتكون مطمئناً أنك مع الرحمن الرحيم . * كلمة (الله) إسم للذات يعني هي لفظة تشير إلى خالق السموات والأرض الذي ليس كمثله شيء، ونحن نبدأ باسم الاسم فعندما نقول (الله) فكل ما خطر في ذهنك فالله عز وجل بخلافه لكن يحضر في ذهننا هذا المسمّى كما وصف نفسه سبحانه. * (الله) في أذهان العرب لفظ مميز له خصوصية لا يشاركه فيه أحد حتى في الجاهلية خصصوا كلمة الله لخالق السموات والأرض وما بينهما المهيمن المسيطر على أمور الدنيا، ولم يطلقوها على صنم من الأصنام، حتى إذا قالوا الإله أو الآلهة يعنون بها الأصنام. * أصل لفظ الجلالة : -- رجح جمهور العلماء أن(الله) مشتقة من فَعِل إلِه يأله أي أحب حباً عظيماً إلى درجة العبادة وبعض العرب أبدل الهمزة واواً فقال ولِه يوله ومنها الولهان العاشق، ثم دخلت الألف واللام فصارت الإله (إلِه يأله إلهاً) بمعنى مألوه بوزن كتاب وزنها فعال لكن معناها مفعول - تقول كتابنا أي مكتوبنا الذي كتبناه-. -- ثم حذفت العرب الهمزة التي تقابل فاء الكلمة (الإله) لكثرة الاستعمال فصارت الله بفتح اللام ووزنها العال لأن الفاء حذفت. -- العرب بجمهورهم فخّموا اللام فقالوا (اللَه) بالتفخيم، وليست هناك قبيلة عربية حينما تنطق إسم الجلالة الله بالترقيق إلا إذا كان ما قبله كسرة أو ياء عند ذلك يرقق إستثناءً فنقول (بالله) أو (أَفِي اللّهِ شَكٌّ). * عندنا شرطان لحذف الألف مع اسم إذا إتصلت بالباء وأضيفت إلى إسم الجلالة (الله) فعند ذلك ينبغي أن تحذف الألف وإذا إختل أحد هذين الشرطين أو كلاهما عند ذلك تثبت الألف وعلى هذا رسم المصحف: -- (بِسْمِ اللهِ) كلمة إسم أضيفت إلى لفظة الله ودخلت عليها الباء وكذلك في سورة النمل الآية ٣٠ وسورة هود الآية ٤١ . -- في سورة الواقعة في الآيات ٧٤ و ٩٦ وفي الحاقة الآية ٥٢ وفي العلق الآية الأولى الباء إتصلت بلفظة اسم لكن أضيفت إلى لفظة رب (باسْمِ رَبِّكَ ) فرُسمت بالألف. -- (وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ) في المائدة وفي الأنعام وفي الحج في عدة مواطن أضيفت إلى لفظة الله لكنها لم ترتبط بالباء. -- (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ) في الرحمن هنا لا الباء موجودة ولا أضيفت إلى إسم الله، وكذلك في الحجرات (بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ) .