عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ﴿٧٩﴾    [الكهف   آية:٧٩]
  • ﴿وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴿١٠﴾    [الجن   آية:١٠]
  • ﴿فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾    [الكهف   آية:٨١]
  • ﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ﴿٨٢﴾    [الكهف   آية:٨٢]
س/ دائماً في قراءتي لسورة الكهف تستوقفني ‏ألفاظ الخضر علية السلام {فأردتُ، فأردنا، فأراد ربك} ‏مع السفينة =أردتُ، نسبها لنفسه. ‏مع الغلام =أردنا، بالجمع. ‏مع الجدار =فأراد ربك، نسبها لله وحده. ‏فهل من تفسير بارك الله فيكم؟ ج/ الظاهر أن إسناد (فأردت أن أعيبها) إلى نفسه خاصة من من باب التأدب مع الله تعالى، فالشر لا ينسب إليه، والخير ينسب إليه. ‏والكل بإرادة الله تعالى. ‏فتأدب بأن نسب الإعابة إلى نفسه، ‏ومثل ذلك قول الجن في سورة الجن: {وأنا لا ندري أشر أُريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا}. ‏وأما إسناد (فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه) إلى ضمير الجمع فالظاهر أنه من باب قول خواص الملك أمرنا بكذا أو دبرنا كذا، وإنما يعنون أمر الملك ودبر، ويدل على ذلك قوله في الثالثة (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما).