عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٥٥﴾    [النور   آية:٥٥]
س/ ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ هل الألف واللام في قوله (الأرض) تُفيد الاستغراق دائماً وهل في هذه المسألة خلاف؟ ‏واللام في قوله تعالى (وليمكنن لهم) وقوله (وليبدلنهم) ماذا تُفيد هنا؟ هل تفيد أن التمكين وإبدال الخوف بالأمن متزامن مع الإستخلاف ولا لضرورة لذلك فقد يسبق إبدال الخوف بالأمن الاستخلاف؟ ج/ اللام وحروف المعاني كلها حسب علمي ليست ذات دلالة واحدة بل لهن دلالات ولدلالتهن محددات ، ولذلك اجد في كتبهن الخاصة وفي كتبهن ضمن كتب النحو لهن معان كثيرة جدا؛ ‏فمثلا (أل) منهــا: ١- التي للاستغراق، أي لاستغراق الجنس. ‏٢- اللام (أل) العهدية: ‏وهي على ثلاثة أنواع: (‏أ) العهد الذكري (‏ب) العهد الذهني (‏ج) العهد الحضوري. س/ وإذا كانت تفيد الإستغراق والعموم كيف نفهم قوله تعالى في هذه الآية؟ ‏فهل الغراب بحث الأرض كلها؟ ج/ اللام في ليستخلفنهم واقعة في جواب قسم غير مذكور (وَلَيُمَكِّنَنَّ) معطوف على ليستخلفنهم (وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ) معطوف على ليمكنن. ‏أما سؤالكم عن ترتيب الافعال الثلاثة فإن الله تعالى ذكرهما بعد الاستخلاف بالواو التي لا تقتضي ترتيبا كثم ولا تعقيبا كالغاء ولكنها لا تنفيه.