عرض وقفة أسرار بلاغية
{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) }
لقد ذكر فيما سبق من الآيات ما خلق في الماضي وهو قوله: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ}، وقوله: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ}، وقوله: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ}.
وهنا ذكر قدرته التي لا تحد في كل وقت، في الماضي والحال والاستقبال؛ لئلا يظن أن ذلك أمر قد انتهى فقال: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، فذكر أنه إذا أراد شيئًا قال له: (كن)، فيكون كما أمر وكما أراد سبحانه.
وجاء بالفاء فقال: (فيكون) ولم يقل: (ثم يكون) للدلالة على التعقيب، وأنه يكون ما أراده مباشرة كما أمر وليس في ذلك تراخ أو مهلة.
** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الثاني من ص 376 إلى ص 377.