عرض وقفة أسرار بلاغية
{وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)}
بعد أن ذكر الشمس وأنها تجري لمستقر لها بتقدير العزيز العليم ذكر القمر، وأنه قدر له منازل يسير فيها حتى يكون كالعرجون القديم، ونسب التقدير إلى نفسه فقال: (قدرناه) كما نسب جري الشمس إلى تقديره.
واستغنى بقوله: (قدرناه) عن إعادة وصف العزيز العليم.
و(العرجون): "هو عود العذق ما بين شماريخه إلى منبته من النخلة" (1).
"وإذا قدم دق وانحنى واصفر فشبه به من ثلاثة أوجه" (2).
واختار (عاد) على (صار) لأنه يعود إلى هذه الحالة في كل شهر، وليس في (صار) إشعار بهذا المعنى.
(1) الكشاف 2/588.
(2) الكشاف 2/588.
** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الثاني من ص 182 إلى ص 183.