عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٦﴾    [يس   آية:٣٦]
{سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36)} الأزواج هي الأصناف والأنواع، فذكر الأزواج مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون، فبدأ بالأرض ثم بأنفسهم ثم بما لا يعلمون. ورتب هذه المذكورات بحسب ما يقتضيه السياق، فإنه لما كان الكلام على الأرض فقال: {وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا} بدأ بالأزواج مما تنبت الأرض، ولما كان الناس هم المستفيدين من الأرض، فهم يأكلون من حبها ومن ثمرها وهم سكانها، ذكرهم بعد ذلك فقال: {وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ} ثم ذكر بعد ذلك (ما لا يعلمون) مما لا علاقة لهم به ظاهرة ولا معرفة لهم به. ** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الثاني من ص 176 إلى ص 176.